Le Sculpteur Ali

بين أصابع تلاتة إخوة ينطق الحجر لغة جمالية فاخرة ويتحول الصمت والبرود والتماثل إلى انحناءات، فتحكي المنحوتة الحجرية قصة هذا المكان وذاك الزمان وتلك الشعوب، وهو أسلوب النحاتون التشكيليين الإخوة افزي م عبدا للطيف م علي و م حسن ، اذو الرحال من مدينة تارودانت إلى مدينة اكادير حيت اسسو مصنع صغير باغروض بنسركاو اكادير تعلم معهم به أربعة شباب من المنطقة فاسسو تعاونية حرفية افزي للنحت على الحجر .
ولعل ما ميز أعمال النحاتون بالمنطقة ، منذ الوهلة الأولى لمشاهدة أعمالهم الفنية، تفردها الذي يدفع بشدة إلى الغوص في التفاصيل والأجزاء الصغيرة فيها قبل الكبيرة، وكأن تلك الأشياء المنحوتة على الحجر تنبعث منها معاني الواقعية المغرقة في العيش الذي يحفنا.
فبراعة النحت والإتقان اللذين يسودان هذه الأعمال يجذب للغوص في سر وعوالم هذا الفن الذي يحتاج إلى كثير من الملاحظة والمشاهدة والمتابعة والبحث والجهد والصبر، وربما قد فشل الكثيرون في تجسيد ذلك في لوحة أو عمل فني ينال إعجاب الجمهور.
فإذا تابعت ملامح النحات وهو في انتقال مستمر بين الصورة التي يريد نحتها وبين مكعب حجر بين يديه، وهو يسدد له بعض النقرات المحترفة باستخدام أدوات حديدية بأشكال متنوعة تشبه أقلام الحبر، ستجده دائم الحرص على إبراز كل ضربة ووخزه في الحجر ، لأن كل لمسة على الحجر الملساء الناعمة تبذر معنى مقصودا من الفنان.
وقد يستغرق ذلك العمل ساعات طويلة، وربما أيام غير متواصلة، ولم يحرك النحات قعدته، ولم يخرج عن هدوئه التام الذي يسكن وجهه وتركيزه الملحوظ، لتدرك كم يتطلب هذا الفن اليدوي من صبر وصفاء ذهن.
مفتاح الصبر
ولأن هذا العمل يحتاج الكثير من الدقة، فإن حديث افزي عن سبيل الاهتداء إلى ذلك بدأ من صفة أساسية يرى فيها الاخوة افزي أيقونة النجاح في هذا العمل الإبداعي ويقول: "هذا العمل ليس سهلا، ويتطلب كثيرا من التركيز وخاصة الصبر، وإعطاء نفس طويل للروح الإبداعية التي تسكن جوارح الفنان، وإذا لم تتوفر هذه الميزة ضاع كل شيء، خاصة بعد أن أضحت الآلة والتكنولوجيا هي مصدر إنتاج هذا الصنف من الفن".
ولعل ما يدعم حديثنا وجود كثير من السلع والمنتجات المنتشرة التي تحمل نفس الملامح ومن شركات إنتاج عملاقة تحاول السيطرة على سوق بيع التحف والهدايا التذكارية لأهم الاسواق ، خاصة السياح و الأجانب الذين يبحثون عن أي شيء يذكرهم بالبلاد.
قصة صمود
ورغم أن هذا العمل يتطلب الكثير من الصبر على المنافسة ، فإن النحاتون صامدون في جبهة فنهم الإبداعي، وجعلو مهنة النحت والرسم على الحجر سبيلهم الوحيد في الحياة، بعد أن أوصدت كل السبل في وجههم حين طردو من مركب لميدينا د اكادير ، ولم يستطعن الى حد الان الاستقرار في مشروع بالمنطقة يجمع شتات ورشاتهم و لم ينته بهم الأمر عند هذا الحد،.